Skip to main content

تبادلنا "أكثر من مليون رسالة" على فيسبوك خلال 11 عاما

بدأت قصتنا عندما سافرت مع أهلي عام 2008 إلى جاكرتا بحكم عمل والدي في السفارة الليبية في إندونيسيا وكنت حينها في السابعة عشرة من عمري. كان الانتقال من مكان لآخر أمرا معتادا بالنسبة لنا، وكنا قد عشنا في ثلاث دول قبل ذلك، لذا لم أشعر يوما بالانتماء لأي مكان.
كان موقع فيسبوك لايزال جديدا نسبيا، لكن موقع تواصل اجتماعي آخر اسمه "تاغد" كان شائع الاستخدام فوجدت نفسي أجربه. أضفت فتاة رائعة من الفلبين اسمها إيلين، ولم أتصور يوما أن ضغطي على زر الإضافة ذاك سيقودني يوما إلى الارتباط بتلك الفتاة طيلة أحد عشر عاما وسيجعلنا مخطوبين.
بدأنا التواصل عبر رسائل نطمئن فيها على بعض؛ كانت على وشك الانتهاء من دراسة التمريض بينما كنت أدرس إدارة الأعمال. بدأت تدريجيا ألاحظ مدى روعتها؛ كانت بريئة، مجتهدة في عملها، ذكية، تهتم بعائلتها، فانجذبت جدا إليها.
إلى أن حل عام 2011 وتغيرت حياتي.
توفي أبي أمام عيني قبل أسبوع على عيد ميلادي العشرين، كنت أشعر أن مسؤولية حمايتي أنا وأمي تقع على عاتقه وكان فعلا يبذل ما بوسعه لضمان ذلك، ومن يوم وفاته تغيرت، ولم أعد كما كنت. كنا نحظى بامتيازات كثيرة بحكم عمله؛ كانت لدينا سيارة فارهة، وكنا نحضر احتفالات مع باقي عائلات الدبلوماسيين، وكان الناس عموما يظهرون الاحترام لنا ولبلدنا، ليبيا. وقبل وفاة والدي لم أكن قد جربت أن أعمل أبدا. ولكن تغير كل ذلك بوفاته، بما في ذلك صورة ليبيا، التي بدأت أدرك أنه كان ينظر لها "كبلد يضم كثيرا من الإرهابيين".
وقبل المغادرة أردت أن ألتقي إيلين وجها لوجه لأول مرة، لذا ذهبت إلى بلدتها وتدعى باكولود عام 2013 والتقيت بعائلتها التي وافقت على خطوبتنا رغم اختلافنا ثقافيا ودينيا. منذ ذاك اللقاء العائلي تعاهدنا أن نمضي المشوار معا، بكل ما فيه من تحديات.
انتقلت للعيش في طرابلس - مسقط رأس والدي - وكانت المدينة لا تزال في فوضى عارمة؛ كانت الميليشيات في اقتتال دائم، وكان صوت الرصاص المستمر أمرا معتادا، مثله مثل رؤية الدبابات في الطرقات. كان التحدي الكبير أن نجد وقتا لنتواصل. اضطررت للعمل في ثلاث شركات مختلفة في آن واحد لأعول أمي ولأدخر. كان يفصلنا فرق توقيت هائل، كما كانت خطوط الإنترنت سيئة جدا لكننا كنا نجد دائما طرقا لنبقى على تواصل.
لم تكن كل عائلتي سعيدة بخطوبتنا أو داعمة لعلاقتي بإيلين؛ كان بينهم الرافض بشدة للفكرة؛ إذ أرادوا لي أن أسير حسب العادات والتقاليد وأتزوج بفتاة من بلدي، لكني رفضت ذلك تماما.
ألقت الحرب بحملها الثقيل على مدينتي وعليّ، وبعد ليلة أصابت فيها ثلاثة صواريخ أبنية قريبة من حيّنا (في شارع الزاوية، جامع مولاي محمد) قررنا الرحيل، لم أعد قادرا على البقاء في طرابلس، فتركت عملي في الشركات الثلاث، واشتريت تذاكر سفر إلى بلغاريا – بلد أمي الأصلي – وسافر أنا وأمي إليها عام 2015.
سافرت من ليبيا إلى بلغاريا، وكانت إيلين حينها قد انتقلت لتوها إلى سنغافورة لتعمل كممرضة في مشفى مرموق. كان عملها مرهقا؛ وكنت فخورا بها فمهمتها كانت رعاية أطفال في حالات حرجة.
وفي بلغاريا كان الوضع الاقتصادي في ترد، لذا ذهبت للبحث عن فرص أفضل في دبي عام 2016، وبسبب تكلفة استئجار السكن الباهظة هناك تعيّن علي تقاسم المسكن الضيق مع عدد كبير من الأشخاص لأدخر بعض المال. كان الوضع مزريا للغاية بسبب تزاحمنا، وكنت أتجنب المكوث في الغرفة إلا وقت النوم. كان علي العمل لساعات طويلة، وبسبب وضع المكان الذي كنت أعيش فيه لم أستطع الحديث مع إيلين دون وجود عشرات من العيون والآذان المحيطة بي.
في تلك الفترة بدأنا نفكر في ضرورة تكوين أسرة، فصرنا نبحث الخيارات المتاحة: بسبب الحرب في ليبيا لم تكن العودة إليها خيارا واردا؛ ولم تكن الفلبين المكان المثالي للادخار؛ أما بلغاريا فكانت فتواجه صعوبات اقتصادية وتختلف ثقافيا عما اعتادته إيلين؛ وفي الإمارات يستحيل الحصول على الجنسية؛ وبالنسبة لسنغافورة هناك الكثير من العقبات القانونية التي تحول دون استقراري فيها. لذا رأيت أنه كان من الأفضل لي العودة إلى بلغاريا، وهكذا كان عام 2017.
كنت أعمل في العاصمة صوفيا، وأعيش في بلدة أخرى؛ استيقظ في السادسة لألحق بالحافلة في السابعة، وأعود للبيت نحو العاشرة مساء كل يوم. كل هذا أضاف عبئا على تواصلنا، فضلا عن فرق التوقيت ومحاولة إيجاد وقت للتواصل بين نوبات عملنا المختلفة. احتاجت علاقتنا بذل جهدا مستمر، وكنا نتحدث بالفيديو خلال فترات الراحة بين العمل وأثناء الذهاب للعمل والعودة منه. وخلال السنوات التي أمضيتها مع إيلين، تبادلنا أكثر من مليون رسالة على فيسبوك، ودخلنا بمشادات لا حصر لها وخلافات وقضايا وصعوبات، ومع ذلك استمر الحب وتغلب على كل ذلك؛ فهو ذاك الخيط الرفيع الذي يبقيك مستمرا. كانت لحظات السعادة القصيرة بيني وبين إيلين هي ما أحدثت كل الفارق.
بعد كل هذه السنوات أدركت أن العلاقة عن بعد تأتي بتحديات جمة؛ كانت أحيانا الغيرة تستبد بنا، وخبرنا الوحدة لسنين، وكان البعد صعبا، أصعب من أي شيء يمكن تخيله، ناهيك عن صعوبة التواصل، وعدم القدرة على رؤية أحدنا الآخر أو حتى إرسال رسالة بسبب سوء خطوط الإنترنت - ما جعلنا نكاد نجن أحيانا. ولكن بعد كل هذه السنوات مع إيلين، عشرة منها أمضيناها خلف الشاشات، اجتازت علاقتنا المحك الأصعب وأدركنا أن لا غني لأحدنا عن الآخر.

Comments

Popular posts from this blog

डायबिटीज़ से क्या हो सकता है?

भवती महिलाओं को इससे बचने के लिए अप नी डाइट को नियंत्रण में रखकर शुगर लेवल को नियंत्रित रखना चाहिए. इसके साथ ही इंसुलिन के प्रयोग से इसे टाइप 2 डायबिटीज़ में बदलने से रो का जा सकता है. कु छ लोग प्री-डायबिटीज़ से भी पीड़ि त हो सकते हैं, खून में ग्लूकोज़ की अधिक मात्रा आगे चलकर डायबिटीज़ में बदल सकती है. प्यास ज़्यादा लगना सामान्य से ज़्यादा पेशाब होना, विशेषकर रात में थकान महसूस होना बिना प्रयास किए वज़न गिरना मुंह में अक्सर छाले होना आंखों की रोशनी कम होना घाव भरने में समय लगना ब्रिटिश नेशनल हेल्थ सर्विस के मुताबिक़, टाइप 1 डायबिटीज़ के लक्षण काफ़ी कम उम्र में ही दिखना शुरू हो जाते हैं. वहीं, टाइप 2 डायबिटीज़ अधेड़ उम् र के लोगों (दक्षिण एशियाई लोगों के लिए 25 वर्ष की आयु) परिवार के किसी सदस्य के डायबिटीज़ से पीड़ित होने पर औ र दक्षिण एशियाई देशों, चीन, एफ्रो-कैरिबियन, अफ्रीका से आने वाले अश्वेतों को ये बीमारी होने का ख़त रा ज़्यादा होता है. डायबिटीज़ आ नुवांशिक और पर्यावरणीय कार कों पर आधारित होती है. लेकिन आप अपने खून में ग्लूकोज़ की मात्रा को नियंत्रित करके खुद

لماذا لا يمنع النظام تناول اللحوم؟

أما أمنية، الشابة المصرية، التي فوجئت بالصدفة خلال زيارتها لطبيب نفسي أنها تعاني مما يعرف ب "فقدان الذاكرة الجزئي" أي أنها لا تتذكر شيا من حياتها الماضية فحاضرها فقط هو الذكرى الوحيدة فقررت أن تبدأ رحلة العلاج النفسي ومزجته بعلاج فن ي وتحديدا ما يسمى "مسرح إعادة ا لتمثيل". و"مسرح إعادة التمثيل" أو  هو أحد أنواع الم سرح التفاعلي، فهنا الجمه ور هو بداية الخيط في العرض المسرحي؛ حيث يرفع أحد الحاضرين يده ليحكي أحداث ومشاعر مر بها منذ سنوات أو أيام أو حتى في لحظته الراهنة ويبدأ في سردها علانية أما م الحضور وفرقة من أربعة ممثلين وعازف موسيقي. وبمجرد أن ينتهي من الحكي تبدأ الفرقة الفنية في إعادة تجسيد ما قاله تمثيلا وحركة ورقصا بمصاحبة موسيقى مرتجلة على العود والطبلة. طورت مجموعة م ن العلماء نظاما غذائيا، يعد بتقليل أعداد الوفيات، وتوفير الغذاء لنحو 10 مليارات شخص، وكل ذلك دون التسبب بأضرار كارثية لكوكب الأرض . لقد حاول العلماء استكشاف كيفية توفير الغذاء، لمليا رات إضافية من البشر، خلال العقود القادمة. وكانت إجابتهم: "النظام الغذائي الصحي

نجمة التنس سيرينا ويليامز تروّج لتطبيق مواعدة "يعزز قوة المرأة"

ستكون نجمة التنس الأمريكية، سيرينا ويليامز، الوجه الإعلاني لتطبيق مواعدة يسعى لتشجيع النساء لأخذ زمام المبادرة على كل الأصعدة. وسيطلق تطبيق " " للتواصل الاجتماع ي قريبا حملة ترويجية، تح ت شعار "الكرة في ملعبها"، تستمر لمدة عام تهدف إلى "تعزيز قوة النساء"، وفقا لوكالة رويترز للأنباء التي تحدثت مع وليامز. وتنطلق هذه الحملة مع بطولة "سوبر بول" السنوية لكرة القدم الأمريكية التي تبدأ هذا العام يوم 3 فبراير/شباط المقبل ومن المتوقع أن تحظى بمشاهدة تلفزيونية هائلة. وما يميز تطبيق "بامبل" للمواعدة، الذي أطلق عام 2014، أنه يض ع زمام المبادرة بيد المرأة ل اختيار الرجل المناسب لها للحديث والتوا صل عبر التطبيق، وفقا ل صحيفة لندن المسائية التي تحدثت مع وتني وولف، صاحبة تطبيق المواعدة هذا. وقالت الصحيفة إن وولف صممت "أداة نسوية" للمواعدة لأن النساء في العادة يترددن قبيل بدء محادثة إلكترونية مع رجل غريب كي لا يظهرن وكأنهن لاهثات وراء الحديث مع رج ل، في حين أنه لا خيار للمرأة سوى القيام بذلك على تطبيق "بامبل". وأضافت