Skip to main content

Posts

Showing posts from February, 2019

تبادلنا "أكثر من مليون رسالة" على فيسبوك خلال 11 عاما

بدأت قصتنا عندما سافرت مع أهلي عام 2008 إلى جاكرتا بحكم عمل والدي في السفارة الليبية في إندونيسيا وكنت حينها في السابعة عشرة من عمري. كان الانتقال من مكان لآخر أمرا معتادا بالنسبة لنا، وكنا قد ع شنا في ثلاث دول قبل ذلك، لذا لم أشعر يوما بالانتماء لأي مكان. كان موقع فيسبوك لايزا ل جديدا نسبيا، لكن موقع تواصل اجتماعي آخر اسمه "تاغد" كان شائع الاستخدام فوجدت نفسي أجربه. أضفت فتاة رائعة من الفلبين اسمها إيلين، ولم أتصور يوما أن ضغطي على زر الإضافة ذاك سيقودني يوما إلى الارتباط بتلك الفتاة طيلة أحد عشر عاما وسيجعلنا مخطوبين. بدأنا التواصل عبر رسائ ل نطمئن فيها على بعض؛ كانت عل ى وشك الانتهاء من دراسة التمريض بينما كنت أدرس إدارة الأعمال. بدأت تدريجيا ألاحظ مدى روعتها؛ كانت بر يئة، مجتهدة في عملها، ذكية، تهتم بعائلتها، فانجذبت جدا إليها . إلى أن حل عام 2011 وتغيرت حياتي. توفي أبي أمام عيني قبل أسبوع على عيد ميلادي العشرين، كنت أ شعر أن مسؤولية حمايتي أنا وأمي تقع على ع اتقه وكان فعلا يبذل ما بوسعه لضمان ذلك، ومن يوم وفاته تغيرت، ولم أعد ك ما كنت. كنا نحظى بامتياز

"لمَ لا تقع في غرام شخص يسكن مدينتك؟"

لم أعد أذكر كم مرة سألني أصدقائي خلال السنة الماضية "لم لا تقع في غرام أحد يسكن في مدينتك؟"، وكنت خارجا للتو من علاقة حب عن بعد، كانت الأولى لكنها لم تكن الأخيرة . عشت علاقتَي حب، لم أكن في ك ليهما - أنا والشخص الآخر - نسكن في البلد ذاته، رغم إصراري في المرتين على عدم الإقدام على ذلك. الأولى كانت مع شاب من مدينتي أعرفه منذ مراهقتي، لكنه انتقل للعيش في دولة أوروبيّة؛ والثانية مع شاب أجنبيّ عرفته لمدّة شهرٍ وبع دها اتّخذنا قرارنا. استمرّت الأولى سنة واحدة، أما الث انية فلم تتجاوز الثلاثة أشهر. تشابهت العلاقتان سطحيا؛ أعمارنا متقاربة، والبيئات التي ننتمي لها متشابهة، وكا ن كلاهما يعيش في دولٍ تفرض عليّ الحصول على تأشيرة سفر معقّدة تتساوى فرص رفض ها وقبولها. لكن حيثيّات العلاقتيْن اختلفت تمامًا بسبب الشريك في العلاقة وبسبب مدتها، وحتى بسبب التغيّرات التي مررتُ بها خلال العلاقتيْن وبينهما . عندما يسألني أحدهم السؤالَ المشؤوم إياه أتفادى إجابت ه، وأقول: "لأنّني أحب تجميع تأشيرات سف ر مختلفة على جواز سفري الأردني"، أو "لأنّني أكره نفسي".